يُعد تطوير الذات هو بوابتك للانطلاق في الحياة بشكل مثمر، ولكي تفتح تلك البوابة لا بد من اتباع عادات تجعلك أفضل نسخة من نفسك يومًا بعد يوم، لذا في هذا المقال نعرض لك منهجية بخطوات محددة يمكنك اتباعها تساعدك على ضمان تحقيق ذلك، تابع القراءة.
تتكون النفس البشرية من 3 جوانب أساسية، الجسد والروح والعقل، وإذا كنت ترغب في تحسين جودة حياتك لا بد من العمل على تلك الجوانب باتزان قدر الإمكان، نعرض لك في النقاط التالية كيفية تحسين كل منها بالترتيب:
المياه الراكدة غالبًا ما تكون ملوثة، وبطبيعة الحال ينطبق هذا الوضع على الجسم الذي لا يتحرك إلا قليلًا، إذ تصيبه الأسقام أغلب الوقت، ولكي تتخذ الحركة كروتين يومي لا بد أن تضع في الاعتبار أنها لا تمثل فقط ممارسة الرياضة في النادي، وإنما تتسع لتشمل أيضًا:
- ممارسة نشاط بدني مثل الصعود والنزول من الدرج.
- المشي لعدد معين من الخطوات كل يوم.
- المشاركة في الورش الحرفية.
- اللعب مع الأطفال.
- العمل التطوعي.
- ركوب الدراجات.
- أعمال المنزل.
لذا يمكنك اختيار النشاط الحركي الأنسب لك وتخصص له وقتًا معينا خلال اليوم وتستمر عليه ليصبح عادة يومية، ومن هنا ستتخذ أولى خطواتك لتطوير الذات.
تشير الإحصائيات إلى أن الأفراد الذين يعانون من قلة النوم أو الأرق هم الأكثر عرضة إلى الإصابة بزيادة الوزن وتصلّب الشرايين ومقدمات مرض السكري، إذ إن النوم الصحي هو الوسيلة الأساسية لإصلاح الجسد كل ليلة، ولتنفيذ تلك الخطوة والحصول على قسط كافي مناسب لجسدك، يمكنك اتباع ما يلي:
- خصص نشاطًا يهدئ الأعصاب قبل الدخول إلى السرير، على سبيل المثال: قراءة كتاب على ضوء هادئ، تناول مشروب ساخن، أو أخذ حمام دافئ.
- تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وضع هاتفك خارج الغرفة.
- تجنب تناول الوجبات الثقيلة.
- ثبّت الروتين ليصبح عادة.
على عكس السنين الماضية، أصبح هناك وعيًا أكثر من الماضي بضرورة تغيير النظام الغذائي، بالإضافة إلى تنوع الأنظمة الغذائية على عكس ما كان قبل ذلك، إذ كان يرتبط تحسين الصحة بالحرمان من الأطعمة أغلبها، ولكن تغيّر هذا مع الوقت، وظهرت العديد من الأنظمة التي يمكنك الاختيار الأنسب منها، مع ضمان الحصول على نتائج مميزة، ومن أبرز تلك الأنظمة:
يمتد لمدة 30 يوماً ويتضمن تناول الأطعمة الطبيعية بالكامل مثل اللحوم، الأسماك، الخضروات، الفواكه، والمكسرات، ويتجنب جميع الأطعمة المصنعة والسكرية، وكذلك منتجات الألبان، الحبوب، والبقوليات.
يركز على تناول كميات كبيرة من الدهون، وكميات معتدلة من البروتين، وكميات قليلة جداً من الكربوهيدرات، يهدف إلى وضع الجسم في حالة الكيتوزية، حيث يتم حرق الدهون بدلاً من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة.
يتضمن تناول الطعام خلال فترة زمنية محددة والصيام خلال الفترة المتبقية من اليوم، وأشهر أنواعه هو الصيام لمدة 16 ساعة والأكل لمدة 8 ساعات (نظام 16/8).
يركز على تقليل تناول الكربوهيدرات وتناول الدهون الصحية والبروتينات، يشبه النظام الكيتوني ولكنه أكثر مرونة في تناول البروتينات.
من أهم خطوات تطوير الذات هو البعد عن صخب الحياة والتواصل مع النفس والطبيعة، ستساعدك تلك الخطوة على اكتشاف ذاتك بشكل أفضل والحصول على أكبر قدر من الهدوء النفسي في عالم يمتلئ بالضجيج والسرعة، إليك أهم النقاط التي ستساعدك على تحقيق ذلك:
- افرغ مدخلات يومك، بسبب الأحداث الكثيرة والسريعة التي تتعرض لها يوميًا غالبًا ما تشعر بالضغط النفسي والعقلي دون أن تعرف ما السبب، لذا يجب عليك تفريغ تلك المدخلات من خلال نشاط تدوين اليوميات - journaling وهو الوسيلة الأمثل للتواصل مع الذات.
- خض التجارب المختلفة، على سبيل المثال جرِّب هوايات وأنشطة عديدة لتكتشف ما الميزات التي لديك، وما هي قدراتك المخبأة.
- تصالح مع عيوبك، وكن صريحًا مع ذاتك، وابحث عن المشكلات التي تعيقك عن تحقيق أهدافك، وإذا لم تستطع حل تلك المشكلات وحدك، استعن بمتخصص ليساعدك.
- استغل فرص تواجدك بمناطق بها أي مظهر من مظاهر الطبيعة واحصل على قسط من التفكر في العالم من حولك واجلس دون فعل أي شيء، فقط اجلس بهدوء لتريح عينيك ونفسك.
في وقتنا هذا ومع تزاحم مسئوليات الحياة لا بد أن تصبح الهوايات هي الملجأ الأساسي لتفريغ الطاقة السلبية، وشحن الإيجابي منها من جديد، ومن الجدير بالذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من السهل تعلّم المختلف منها بكل سهولة من المنزل، لذا نعرض لك قائمة من الهوايات يمكنك اختيار الأفضل لك منها وتخصيص الوقت لتعلًمها:
- صناعة الصابون والشموع العطرية.
- فن الشخبطة - Doodles Art
- سماع الكتب الصوتية.
- الرسم بالألوان المائية.
- فن عجينة السيراميك.
- تعلّم لغة الإشارة
- التدوين الصوتي.
- صناعة الأفلام.
- فن طي الورق.
- التصوير.
- التطريز.
- الزراعة.
- الطهي.
- الخزف.
تعلّم لغة الإشارة من هنا: كورس لغة الإشارة بالعربية
المهارات هي وقود تطوير الذات، فكلما زادت مهاراتك، ثقُلت قدراتك، بالإضافة إلى زيادة فرصك المهنية والعملية، ويمكنك أيضًا بعد إتقان أي مهارة من المهارات التالية أن تبحث عن فرصة عمل فيها وتزيد من دخلك المادي:
- البرمجة بمختلف لغاتها.
إذا كنت ترغب في تنفيذ تلك الخطوات لتطوير الذات، فلا بد من أن تبتعد عن الشاشات قدر الإمكان، إذ إن استخدامها قد حرمنا من نعمة كبيرة ألا وهي الاستمتاع بوقت الفراغ حتى وإن لم نفعل شيئًا.
تنعكس آثار استخدام الشاشات لوقت طويل أغلب اليوم سواء كان ذلك قبل النوم أو فور الاستيقاظ أو خلال الإجازة على الصحة النفسية والجسدية، إذ يتسبب إدمانها في:
- إضاعة الوقت الذي يمكن استثماره في أشياء عديدة مفيدة.
- العزلة والبعد عن الحياة الحقيقية.
- السخط وعدم الرضا عن الذات.
- صعوبات الانتباه والتركيز.
- زيادة اضطرابات النوم.
- الصداع المستمر.
وللوقاية من تلك النقاط أو لتجنب آثارها قدر الإمكان، يمكنك الالتزام بالآتي:
- حدد وقتًا محددًا لاستخدام الشاشة، قد تبدو تلك المهمة صعبة، ولكن تدريجًا ستجدها سهلة، لذا توقف عن تصفح الهاتف خلال فترات العمل، وحدد وقتًا ثابتًا كل يوم، مع الالتزام بتجنب استخدام الشاشة قبل النوم بساعة واحدة.
- اضبط منبه الهاتف كل نصف ساعة أثناء استخدامه لتركه بعدما يرن، والقيام بأي أنشطة أخرى لضمان الانتباه للوقت الذي تقضيه عليه.
- تجنب مشاهدة المحتوى السلبي أو المثير للقلق، وركز على المحتوى الإيجابي والهادف.
يحتاج تطوير الذات منك صبرًا واستمرارية، مع عدم التعجل على النتائج، مع ضرورة إدراك إلى أن تلك الرحلة لا تنتهي، وكل يوم هو فرصة جديدة لتغيير نمط حياتك إلى الأفضل، كل ما عليك فقط هو البدء حتى وإن كانت خطواتك بسيطة، فالسير على الطريق يضمن لك الوصول.