الإدارة المالية وأهميتها في استقرار الشركات

تم الإنشاء بواسطة Yassmin Saiid في الإدارة 6/07/2024
مشاركة

"الذكاء في الإدارة المالية هو ليس العمل على كسب المال فقط، وإنما الحفاظ عليه وحسن استثماره"

الإدارة المالية عملية معقدة، وتحتاج إلى احترافية عالية للتحكم بها بفعالية وكفاءة، إذ إنها من الدعامات الرئيسة للشركات ولها دور كبير في تطويرها ونموّها وسط المنافسين.

في هذا المقال نقدم لك كافة التفاصيل حول الإدارة المالية ودورها في تطوير عملك، تابع معنا.

ما هي الإدارة المالية؟ 

تُعد تلك العملية أشبه بمجموعة من التروس التي تعمل معًا بكفاءة، وإذا ضعف أو توقف أداء ترس من تلك التروس، أثّر على الباقي، لذا فلا بد لها من أن تعمل في تناغم لضمان الحصول على نتائج مُرضية. 

وتشمل تلك الوظائف التي تعمل معًا ما يلي:

- إعداد الميزانيات والتنبؤ، وتحليل الوضع المالي.

- دفع النفقات، والضرائب، والرواتب.

- إدارة المخاطر وقرارات الاستثمار.

- الحفاظ على الاستقرار المالي.

- التحكم في الاحتياجات المالية.

- وضع استراتيجيات التسعير.

- ضمان توفّر السيولة النقدية.

- شراء الإمدادات والأدوات.

- بيع الخدمات والمنتجات.

ما أهمية الإدارة المالية ودورها في استقرار الشركات؟

على اعتبار أن المال يُعد عنصرًا أساسيًا ومهمًا في تسيير مختلف عمليات الشركات، فإن إدارته باحترافية لها دور كبير  يؤثر على وضع الشركة بين غيرها، إذ تتضح تلك الأهميات فيما يلي بالتفصيل: 

1- القدرة على التحكم الجيد في أرباح ونفقات الشركة

من أكثر أسباب فشل الشركات أو إغلاقها هي العشوائية في التحكم في المال الداخل إلى الشركة أو الخارج منها، مع عدم القدرة على فهم التقسيم الصحيح له، وهذا ما تتغلب عليه الإدارة المالية، إذ تساعد على: 

التخطيط المالي للمستقبل

فمن خلال إنشاء خطط مالية مُفصلة، تساعد الإدارة المالية في التنبؤ بالإيرادات والنفقات المستقبلية، مما يضمن وضع صورة مقربة للأنشطة المالية للشركة وفقًا لذلك، لذا فيساعد هذا التخطيط المُسبق على إدارة أفضل للتدفق النقدي، وتلبية احتياجات الشركة عند الحاجة دون التعرض لأي نوع من الضوائق المالية.

التحكم في التكاليف

تساعد الإدارة للأمور المالية في مراقبة كافة التكاليف، عن طريق فصلها إلى تكاليف ثابتة (تلك التي لا تتغير مع حجم الإنتاج) وتكاليف متغيرة (التي تتغير مع حجم الإنتاج)، مما يساعد في فهم الهيكل المالي وإدارته بشكل أفضل، بالإضافة إلى تطوير الأداء الوظيفي للوصول إلى إمكانية تقليل النفقات غير الضرورية.

التحكم في الإيرادات 

تساعد الإدارة المالية على تحليل مصادر الإيرادات والتركيز على الطرق التي تساعد على زيادة الربحية، مع تحديد الاتجاهات الشرائية والمؤثرات الموسمية أو العوامل الاقتصادية التي تعزز من عملية الشراء.

مع ضرورة ذكر أيضًا أنها تساعد على التسعير بطريقة استراتيجية تتناسب مع السوق ووضع أفضل سعر يناسب العملاء ويزيد الأرباح في آن واحد.

2- التصدي للمخاطر المالية

يلعب القسم المسؤول عن هذا النوع من الإدارة دورين مهمين من أجل التصدي لأية مخاطر مالية قد تصيب الشركة كالآتي: 

الدور الأول: تحديد المخاطر 

أي التحليل ثم التنبؤ ثم تحديد المخاطر التي يمكن أن تصيب الشركة، مثل: 

- مخاطر أسعار السلع والمنتجات الخام.

- مخاطر السيولة التمويلية والتشغيلية.

- تعطل الأنظمة التي تدير الشركة.

- مخاطر المشكلات الاقتصادية.

- مخاطر الضرائب.

الدور الثاني: وضع خطوات فعلية 

دائمًا ما تعتمد الإدارة المالية على التفكير المستقبلي في كافة الخطوات التي تقوم بها، ومن أهم الأدوار التي تقوم بها بعد قبل وبعد تحديد المخاطر: 

- توقع المخاطر المحتملة وصياغة خطط الطوارئ لمواجهتها والتغلب عليها.

- إنشاء خطط تفصيلية تحدد أهداف الشركة وأغراضها وتوقعاتها المالية. 

- مراجعة الخطة المالية وتحديثها بانتظام لمواكبة ظروف السوق المتغيرة.

- إقامة علاقات قوية مع الموردين والعملاء.

- تخصيص أموال لحالات الطوارئ.

3-  إدارة التمويل

من خلال ضمان توفر السيولة المالية لتلبية الاحتياجات الخاصة بالأداء الوظيفي للشركة، والالتزامات المالية على المدى القصير، بالإضافة إلى الحفاظ على وجود التوازن بين تكلفة المخزون ومستوياته لضمان استمرارية الإنتاج بشكل جيد.

تسهم أيضًا الإدارة المالية في تحديد المصادر التمويلية التي تحتاجها الشركة، ومتى تحتاجها، وهل تحتاجها من داخل الشركة أم من الخارج على سبيل المثال: الأرباح المحتجزة أم من خلال مصادر التمويل الخارجية مثل القروض أو مشاركة الأسهم أو حتى التمويل الملائكي.

ما هي استراتيجيات الإدارة المالية؟

هناك عدة مدارس مختلفة للإدارة المالية، ولكن من أبرز الاستراتيجيات التي يتبعها المسؤولون عنها ما يلي: 

الاستراتيجية الأولى: وضع ميزانية

وتشمل تلك الاستراتيجية الخطوات التالية: 

1- تحديد الأهداف المالية: يجب أن تكون الميزانية موجهة نحو تحقيق أهداف محددة، مثل زيادة الإيرادات، تقليل التكاليف، تحسين الربحية، أو توسيع النشاطات.

2- جمع البيانات والمعلومات: يتطلب وضع الميزانية جمع بيانات دقيقة حول الإيرادات والنفقات التي من المتوقع أن تحدث خلال الفترة المالية المستهدفة. 

3- تحديد الاختلافات الموسمية: أي الوضع في الاعتبار أن هناك تقلبات موسمية أو دورية قد تؤثر في الدخل أو النفقات.

4- وضع الأهداف الكمية والنوعية: يتم تحديد الأهداف الكمية مثل الأرباح المستهدفة أو النفقات الإجمالية، بالإضافة إلى الأهداف النوعية مثل تحسين خدمة العملاء أو تطوير منتجات جديدة.

‍5- حساب الطوارئ: أي تخصيص صندوق للمخاطر المالية المفاجئة لحسن التصرف عند الطوارئ في الميزانية لتغطية النفقات غير المتوقعة.

6- مراجعة واعتماد الميزانية: يتم مراجعة واعتماد الميزانية من قبل الإدارة العليا، ويتم ذلك بعد دراسة البيانات والتحقق من أنها تدعم الأهداف الاستراتيجية والمالية للشركة.

7- متابعة الأداء المالي: وذلك لا بد أن يحدث بانتظام لضمان التزام القيادة بالأهداف المالية واتخاذ إجراءات تصحيحية إذا لزم الأمر.

الاستراتيجية الثانية: إدارة التدفق النقدي

من أشهر استراتيجيات الإدارة المالية هي تلك الاستراتيجية، إذ تهدف إلى رصد وتحسين التدفقات النقدية داخل الشركة من خلال: 

رصد التدفق المالي الحالي

أي تحديد وتسجيل جميع المصادر الداخلية والخارجية للتدفقات النقدية، بما في ذلك الإيرادات من المبيعات، والمدفوعات للموردين، وتسديد الديون، وأية نفقات أخرى.

رصد التدفق المالي المستقبلي 

أي تقدير حجم المبيعات المستقبلية بناءً على التحليل المالي المرتبط بالمبيعات الحالية والأداء الفعلي للشركة، إلى جانب تقدير أيضًا التكاليف المستقبلية لضمان توفر السيولة اللازمة لتلك التكاليف.

الحد من الاحتياجات النقدية

وهنا يتم اتخاذ خطوات لتحسين إدارة رأس المال العامل، مثل تقليل الدائنين، وتحسين إدارة المخزون، وتحسين شروط الدفع مع العملاء، وغيرها لتحسين أداء التدفق النقدي.

الاستراتيجية الثالثة: تحليل الربحية

وتلك الاستراتيجية من استراتيجيات الإدارة المالية التي تهدف إلى فهم وتقييم أداء الشركة من خلال تحليل الأرباح التي تحققها مقارنة بالتكاليف والإيرادات الإجمالية.

وتلك الاستراتيجية تساعد كثيرًا على تتبع مسار الربح وما الطرق التي تزيده، وما هي سلوكيات العملاء تجاه ما تقدمه الشركة من خدمة أو منتج وهذا بدوره يزيد من فهم التفاصيل الخفية للعملية البيعية.

وتتم تلك الاستراتيجية من خلال عدة تحليلات تتمثل في: 

- تحليل العائد على الاستثمار (Return on Investment Analysis).

- تحليل نقاط القوة والضعف (SWOT Analysis).

- تحليل نقاط التحول (Break-Even Analysis).

- تحليل التكاليف الثابتة والمتغيرة.

الاستراتيجية الرابعة: إدارة السيطرة على التكاليف 

يُمثل هذا النوع من استراتيجيات الإدارة المالية القدرة على تنفيذ تدابير لإدارة وتقليل التكاليف عبر مختلف الوظائف والعمليات وذلك من أجل تحسين الكفاءة التشغيلية للشركة وزيادة الربحية قدر الإمكان. 

وللسيطرة على التكاليف بشكل فعال يتم تنفيذ الآتي: 

- تحليل كافة التكاليف المتعلقة بالإنتاج، والتسويق، والتوزيع، والإدارة العامة، والتطوير التكنولوجي، وغيرها.

- تحسين الإنتاجية من خلال تعزيز إنتاجية الموظفين والتدريب المستمر وتحفيزهم لزيادة الكفاءة.

- استخدام التكنولوجيا والابتكار لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف في العمليات والإنتاج.

- تقديم تسعير تنافسي يجذب المزيد من العملاء دون التأثير على الربحية.

- تحسين إدارة سلسلة التوريد لضمان توفير المواد بأفضل سعر وجودة.

تعلّم أكثر عن: الإدارة العملية للموارد المالية

وختامًا

يؤدي إتقان الإدارة المالية والتحكم بها بذكاء إلى تعزيز من قدرة الشركة على التكيف مع التحديات الاقتصادية جنبًا إلى جنب تحقيق الأهداف المستقبلية المالية بثقة وفعالية، مع مساهمتها في تمكّن الشركات من اتخاذ قرارات مستنيرة تدعم مسارها نحو النجاح.


التعليقات (0)

مشاركة

مشاركة هذا المنشور مع الآخرين